منذ بدأنا طرح قضية دعم السينما علي صفحات «الفجر» الاسبوع الماضي، وطرحنا تساؤلات مشروعة حول أحقية الشباب بالدعم من الكبار، قامت الدنيا ولم تقعد وتحول طرحنا للموضوع الي القضية الرئيسية في معظم صفحات الفن في الصحف، البعض طالب مثلنا بأولوية ذهاب الدعم الي شباب المخرجين، والبعض شن علينا هجوما قويا مؤكدين أن اسماء المخرجين الكبار لا يجوز الاقتراب منها لانهم الثروة القومية لمصر، وذهب فريق ثالث الي أن السيناريو أولا وأخيرا قبل كل شيء، ولا يوجد أحكام علي أعمار المخرجين والسيناريو هو المعيار الوحيد للاختيار.
وفي الاسبوع الماضي كتب الناقد الكبير سمير فريد مقالا في جريدة "المصري اليوم "حول نفس القضية، وكنت انتظر توضيح الناقد الكبير سمير فريد لهذه القضية وشهادته لان لها قدرا كبيرا من الاهمية، ولانه واحد من أعضاء اللجنة التي اختارت الأفلام، طرح الناقد سمير فريد وجهة نظره التي نتفق معها في بعض النقاط ونختلف معها في نقاط أخري ومع احترامي الكبير لاسم الناقد الكبير ليسمح لي بالاختلاف معه. في مقال سمير فريد قال:
وحيث إنني من السادة الأفاضل أعضاء اللجنة أقول للزميل أحمد فايق: إن ما يثيره مجرد تشويش علي الدعم الذي «ناضل» من أجله عشرات من صناع ونقاد السينما عشرات من السنين، وعندما وافق وزير الثقافة الفنان فاروق حسني علي الدعم لم يسلم من نائب يري أن دعم السينما من الأموال العامة «حرام» وقد كان من بين الأسباب الرئيسية لعدم دعم السينما شعور الوزير والمسئولين في الحكومة عموماً بأن هذا لن يجلب عليهم سوي أزمة لا داعي لها.
أقول إنه مجرد تشويش لأنه قائم علي «معلومات»، غير صحيحة، فالدعم ليس للشباب، وإنما لأفضل السيناريوهات علي أمل أن ينتج عنها أفلام بنفس الدرجة من الجودة، وسيناريو فيلم أحمد ماهر قرأته اللجنة مثل غيره من السيناريوهات، وفيلم داود عبدالسيد ليس من إنتاج نجيب ساويرس، وإذا كان الدعم لأفلام الشباب فليس معني هذا أن يشترك الشباب في عضوية اللجنة، ولم يحدث هذا في أي مؤسسة دعم في العالم.
لقد كنت شخصياً أفضل أن تكون نسبة 50% من الدعم للأفلام الطويلة الأولي، ولكن وافقت أعضاء اللجنة علي أن تحصل علي دعم للأفلام التي وافق عليها كل الأعضاء بالإجماع.
وبما أنني متهم بالتشويش أقول للناقد الكبير سمير فريد إنه لا خلاف علي أهمية الدعم بالنسبة للسينمائيين وبعد تطبيقه لن يصمت النقاد أو صناع السينما عن أي محاولة لالغائه أو الهجوم عليه من قبل أحد نواب مجلس شعب أو غيره، هذه قضية فرعية أما القضية الرئيسية أن تقاتل من أجل ماكنت تفضله وهو إعطاء 50% من الدعم للتجارب الاولي وهذا طرح جيد للدعم، حتي لا نكتشف بعد عشرين عاما أننا ليس لدينا مخرجين في مصر سوي داود عبد السيد ومجدي أحمد علي وأسامة فوزي ورأفت الميهي. . ان الدعم في معظم دول العالم التي يعرفها الناقد الكبير أكثر مني يذهب الي التجارب الاولي لخلق أجيال جديدة من المخرجين، ولي سؤال للاستاذ الفاضل سمير فريد حول قضية فيلم المسافر، هل تستطيع لجنة الاختيار أن ترفض دعم فيلم أعلن وزير الثقافة بنفسه عن دعمه وتحمسه الشخصي له، كما أنه من انتاج الوزارة نفسها؟
اذن وجود فيلم المسافر أمام اللجنة يصادر فرص أفلام أخري لم يعلن وزير الثقافة عن تحمسه الشخصي لها، ثم ان قرار وزير الثقافة ليس قرآنا بل هو أيضا مطروح للمناقشة، نعم قرار وزير الثقافة يعطي الدعم لافضل السيناريوهات، وجود هذه الاسماء الكبيرة في مسابقة مع شباب يصادر فرصهم لان هناك صورة مسبقة تؤكد أن كل مايقدمه الكبار أفضل من الشباب حتي لو كان هذا غير حقيقي، وبدلا من أن يتحول الكبار الي متسابقين يبحثون عن دعم من هنا أو هناك، كان من الافضل لهم أن يشرفوا علي اخراج جيل جديد من المخرجين الجيدين.
No comments:
Post a Comment