أثار وزير الثقافة في حواره المهم مع رئيس صفحة السينما بالأهرام الأسبوع الماضي عددا من القضايا والأخبار المهمة التي تستحق أن تطرح للدراسة والتحليل علي الرأي العام.. وعلي رأسها قضية تحويل المهرجان القومي للسينما المصرية إلي ليلة واحدة يتم فيها توزيع الجوائز وعمل التكريمات.
وبرغم أن رأي الوزير له من يعارضه داخل وزارة الثقافة نفسها باعتبار أن المهرجان القومي له أنشطة قد يراها البعض مفيدة وتتلخص في إعادة عرض الأفلام التجارية التي عرضت من قبل أو إقامة ندوات لتلك الأفلام وللمكرمين بالمهرجان.. فضلا عن إعادة اكتشاف تراث السينما المصرية وهو ما أعلن الوزير أنه سيبقيه في النظام الجديد للجائزة.. ولا أعرف ما حجة المعترضين علي اقتراح الوزير إذا كانت كل بلاد العالم النظام المعمول بها للجوائز السنوية للسينما هو نظام الليلة الواحدة.. وعلي رأس تلك البلاد أمريكا( بجوائزها المسماة أوسكار), وفرنسا( اليزار), وأسبانيا( جويا) وأيضا جوائز أكاديمية الفيلم الأوروبي
ومن واقع النظرة المتأملة للوائح تلك البلاد نجد أنها: تمنح تلك الجوائز من خلال مؤسسات خاصة تسمي أكاديميات( مثل أكاديمية العلوم والفنون السينمائية) تضم أبرز العاملين في كل مهنة سينمائية وليس كل العاملين بها كالنقابات مثلا وتضم الأكاديمية الأمريكية3 آلاف عضو, والفرنسية3400 عضو, وأكاديمية الفيلم الأوروبي1700 عضو ويكون النشاط الأساسي لكل أكاديمية هو منح الجوائز السنوية المختلفة في مختلف الفروع الأساسية فضلا عن جوائز أفضل الأفلام الطويلة والقصيرة الروائية منها والتسجيلية فضلا عن جائزة أفضل فيلم أجنبي خارج النظام الجغرافي لبلد الجائزة.. وأغلب الأكاديميات تعطي اهتماما خاصا بالأرشيف وتراث السينما, فضلا عن اهتمام( قد يكون مبالغا فيه أحيانا) بشباب السينمائيين لعمل كورسات أو إقامة مسابقات شعبية لأعمالهم وتكون طريقة اختيار اعضاء الأكاديمية بطريقتين الأولي أن يقدم كل من يرغب طلبا مشفوعا بتوصية من اثنين من الأعضاء أو ترشح الأكاديمية الأسماء مباشرة.. وتنقسم اللجان بالأكاديمية حسب كل تخصص سينمائي.. ويكون اختيار الأفلام علي مرحلتين الأولي يتم فيها إرسال قوائم بالبريد لتفاصيل الأفلام المرشحة, وكل لجنة تختار أفضل5 مرشحين في تخصصهم.. ثم يتم إرسال اختيار الفائز النهائي بعد إرسال أفضل خمسة لأصحاب كل تخصص. لكن إذا عرضت الأفلام بالتليفزيون أو الانترنت ـ يسقط حقها في الترشيح للجوائز.. وبعض الأكاديميات تمنح الحق للجنة من النقاد جائزة باسم جائزة النقاد.. وللأفلام القصيرة والتسجيلية والتحريك لجنة خاصة لكل منها علي غرار لجان الفروع.. وهناك بالأوسكار جوائز لأفضل ابتكار فني أو تكنولوجي تمنح لفرد أو مؤسسة.. وتمنح أحيانا جوائز لأفضل إسهام في مجال الثقافة السينمائية لكتاب تم نشره أو لنشاط ثقافي مميز.. وجوائز الإنتاج تمنح للمنتج وليس للممول إذا كانوا جهتين.. ويوجد لكل أكاديمية رئيس ولجنة شرفية من كبار شيوخ المهن السينمائية.. وأفلام الانتاج المشترك يجوز اشتراكها بشرط أن يكون الغالب في عناصر السينمائيين المحليين والأفلام التي تصل للترشيحات الخمسة تحصل علي شهادة ويحصل الفائزون علي تمثال وشهادة ومبلغ مالي أحيانا ولصياغة لائحة مصرية مستمدة من تلك الجوائز العالمية لابد من الإجابة عن بعض الأسئلة.. هل تنشأ أكاديمية مصرية خاصة بالجوائز.. وماذا يكون اسمها وكيف يتم اختيار اعضائها؟..
هل يتم التفكير في اسم كبير كعمر الشريف أو يوسف شاهين كرؤساء شرفيين كما يحدث في العالم ؟ وكيف تتم حماية الجائزة من أن يسيطر عليها موظفون غير أكفاء قد يكون اسمهم علي الجائزة موضع تخفيض لقيمتها واحجام جموع السينمائيين عنها.
No comments:
Post a Comment