Saturday, July 28, 2007

وزاره الثقافه ودعم الكبار‏

!‏


كتب‏:‏ احمد عاطف
في الوقت الذي اصبح نهج كل بلاد العالم هو الدفع بسينمائيها الشباب الي مقدمه الصفوف ومساندتهم في صنع افلام والترويج لهم باعتبارهم الممثل الحقيقي لها‏...‏ تجاهلت لجنه دعم الافلام السينمائيه كل الشباب المتقدم الي مشروع دعم الافلام الذي قررته الدوله من خلال وزاره الثقافه‏.‏

انه لمن المحزن ان نري شباب السينما في رومانيا يحصد جوائز مهرجان كان السينمائي الاخير بدعم من الدوله‏..‏ ونجد المركز السينمائي الوطني المغربي يصدر دليلا للترويج لسينماه من خلال مهرجان مراكش ويملا الدليل بحوارات مع الشباب فوزي بن سعيدي وداود ولدسياد‏..‏ حتي تونس وهي من الدول العربيه القليله التي تمنح دعما لسينمائييها‏,‏ اغلبه منذ سنوات يحصل عليه شباب المخرجين‏,‏ كما صرح لي فتحي خراط مدير السينما بوزاره الثقافه التونسيه اثناء زيارته الاخيره للقاهره‏...‏ اما بلاد اوروبا الكبري‏,‏ فالاتحاد الاوروبي فيها يولي اهتمام برامجه الاولي الي الترويج للشباب خاصه من خلال برامج يورو بيان فيلم بروموشان وكذا الحال في مهرجان كان الذي ينظم برنامج لذلك عندما اعلنت الدوله عن تخصيصها‏20‏ مليون جنيه لدعم السينما‏...‏ تصور اغلب العاملين بالمهنه ان المقصود بالدعم هم الشباب الجاد الذين صنعوا افلاما جيده اشاد بها الجميع واقصد جيل هاله خليل وهاني خليفه وعاطف حتاته وسعد هنداوي واحمد رشوان ومروان حامد وايهاب لمعي وكاتب هذه السطور من غير هولاء عبر عن الواقع المصري في روي فنيه متجدده في السنوات الاخيره؟؟ لكن السوق السينمائي بسيطره الافلام التجاريه عليه لم تمنح الا فرصه او فرصتين لكل واحد منهم‏..‏ ولهذا كان من المنتظر ان تاخذ لجنه الدعم ذلك بعين الاعتبار‏...‏ لكنها اعطت كل اختياراتها للكبار مثل المخرج الكبير داوود عبد السيد واسامه فوزي ومجدي احمد علي ورافت الميهي‏.‏

وادعت لجنه الاختيار انها اختارت شابين ضمن اختياراتها‏...‏ اولهما هو احمد ماهر بفيلمه المسافر الذي كان وزير الثقافه قد اعلن شخصيا عن ان الوزاره ستنتج الفيلم من خلال صندوق التنميه الثقافيه‏...‏ ومعني ذلك ان لجنه وزاره الثقافه جعلتها تدعم نفسها‏..‏ تدفع باليمين وتاخذ باليسار‏..‏ ثم‏(‏ احمد غانم‏)‏ الذي لم يثر اي اهتمام نقدي بافلامه الثلاثه القصيره‏...‏ ولا يعرفه الكثيرون الا بكونه ابن الروائي الكبير فتحي غانم الذي كتب الروايه الماخوذ عنها الفيلم المدعوم‏,‏ والذي كتبت له السيناريو علا عز الدين‏(‏ وهي بالمصادفه زوجه المخرج رافت الميهي‏)‏ وفي نفس الوقت ابنه احد اعضاء لجنه الدعم تعمل كمديره انتاج مع د‏.‏ محمد العدل منتج فيلم احمد غانم اليس هناك تاثير علي هذا الاختيار؟‏...‏ وهل هذا المنتج الذي انتج من قبل فيلمي صعيدي في الجامعه الامريكيه وشورت وفانله وكاب هو الذي يستحق دعم الدوله‏..‏ هل يرضي وزير الثقافه بما فعلته اللجنه في الشباب‏,‏ وهل ترضي الدوله التي منحت هذا المبلغ من قوت يومها ان يذهب دعمها لهولاء الكبار؟



Monday, July 23, 2007

حول دعم السينما

حول دعم السينما احمد فايق
إضغط لتكبير الصورة
منذ بدأنا طرح قضية دعم السينما علي صفحات «الفجر» الاسبوع الماضي، وطرحنا تساؤلات مشروعة حول أحقية الشباب بالدعم من الكبار، قامت الدنيا ولم تقعد وتحول طرحنا للموضوع الي القضية الرئيسية في معظم صفحات الفن في الصحف، البعض طالب مثلنا بأولوية ذهاب الدعم الي شباب المخرجين، والبعض شن علينا هجوما قويا مؤكدين أن اسماء المخرجين الكبار لا يجوز الاقتراب منها لانهم الثروة القومية لمصر، وذهب فريق ثالث الي أن السيناريو أولا وأخيرا قبل كل شيء، ولا يوجد أحكام علي أعمار المخرجين والسيناريو هو المعيار الوحيد للاختيار.

وفي الاسبوع الماضي كتب الناقد الكبير سمير فريد مقالا في جريدة "المصري اليوم "حول نفس القضية، وكنت انتظر توضيح الناقد الكبير سمير فريد لهذه القضية وشهادته لان لها قدرا كبيرا من الاهمية، ولانه واحد من أعضاء اللجنة التي اختارت الأفلام، طرح الناقد سمير فريد وجهة نظره التي نتفق معها في بعض النقاط ونختلف معها في نقاط أخري ومع احترامي الكبير لاسم الناقد الكبير ليسمح لي بالاختلاف معه. في مقال سمير فريد قال:

وحيث إنني من السادة الأفاضل أعضاء اللجنة أقول للزميل أحمد فايق: إن ما يثيره مجرد تشويش علي الدعم الذي «ناضل» من أجله عشرات من صناع ونقاد السينما عشرات من السنين، وعندما وافق وزير الثقافة الفنان فاروق حسني علي الدعم لم يسلم من نائب يري أن دعم السينما من الأموال العامة «حرام» وقد كان من بين الأسباب الرئيسية لعدم دعم السينما شعور الوزير والمسئولين في الحكومة عموماً بأن هذا لن يجلب عليهم سوي أزمة لا داعي لها.

أقول إنه مجرد تشويش لأنه قائم علي «معلومات»، غير صحيحة، فالدعم ليس للشباب، وإنما لأفضل السيناريوهات علي أمل أن ينتج عنها أفلام بنفس الدرجة من الجودة، وسيناريو فيلم أحمد ماهر قرأته اللجنة مثل غيره من السيناريوهات، وفيلم داود عبدالسيد ليس من إنتاج نجيب ساويرس، وإذا كان الدعم لأفلام الشباب فليس معني هذا أن يشترك الشباب في عضوية اللجنة، ولم يحدث هذا في أي مؤسسة دعم في العالم.

لقد كنت شخصياً أفضل أن تكون نسبة 50% من الدعم للأفلام الطويلة الأولي، ولكن وافقت أعضاء اللجنة علي أن تحصل علي دعم للأفلام التي وافق عليها كل الأعضاء بالإجماع.

وبما أنني متهم بالتشويش أقول للناقد الكبير سمير فريد إنه لا خلاف علي أهمية الدعم بالنسبة للسينمائيين وبعد تطبيقه لن يصمت النقاد أو صناع السينما عن أي محاولة لالغائه أو الهجوم عليه من قبل أحد نواب مجلس شعب أو غيره، هذه قضية فرعية أما القضية الرئيسية أن تقاتل من أجل ماكنت تفضله وهو إعطاء 50% من الدعم للتجارب الاولي وهذا طرح جيد للدعم، حتي لا نكتشف بعد عشرين عاما أننا ليس لدينا مخرجين في مصر سوي داود عبد السيد ومجدي أحمد علي وأسامة فوزي ورأفت الميهي. . ان الدعم في معظم دول العالم التي يعرفها الناقد الكبير أكثر مني يذهب الي التجارب الاولي لخلق أجيال جديدة من المخرجين، ولي سؤال للاستاذ الفاضل سمير فريد حول قضية فيلم المسافر، هل تستطيع لجنة الاختيار أن ترفض دعم فيلم أعلن وزير الثقافة بنفسه عن دعمه وتحمسه الشخصي له، كما أنه من انتاج الوزارة نفسها؟

اذن وجود فيلم المسافر أمام اللجنة يصادر فرص أفلام أخري لم يعلن وزير الثقافة عن تحمسه الشخصي لها، ثم ان قرار وزير الثقافة ليس قرآنا بل هو أيضا مطروح للمناقشة، نعم قرار وزير الثقافة يعطي الدعم لافضل السيناريوهات، وجود هذه الاسماء الكبيرة في مسابقة مع شباب يصادر فرصهم لان هناك صورة مسبقة تؤكد أن كل مايقدمه الكبار أفضل من الشباب حتي لو كان هذا غير حقيقي، وبدلا من أن يتحول الكبار الي متسابقين يبحثون عن دعم من هنا أو هناك، كان من الافضل لهم أن يشرفوا علي اخراج جيل جديد من المخرجين الجيدين.

منذ اعلان وزارة الثقافة المصرية عن منحة الدولة للسينما التي تبلغ 20 مليون جنيه, والمشاكل تحاصر المشروع من بدايته، ويعانى شباب السينمائيين من سياسة الكيل بمكيالين, والتفريق في المعاملة بينهم, وبين كبار المخرجين، لجنة الدعم التي منحت العشرين مليون جنيه, اختارت أفلام (رسايل بحر) لداود عبد السيد, و(الغردقة) لرأفت الميهى, وفيلم (رسم على الجسد العاري) لأسامة فوزي, وفيلم للمخرج مجدي احمد علي, وفيلم واحد فقط لمخرج جديد, وهو احمد غانم،أي أن اللجنة فضلت قدامى المحاربين, وتجاهلت عشرات من الشباب, مما لا يجدون فرصة واحدة لتقديم أنفسهم على الساحة السينمائية، ومع احترامنا لجميع الأسماء التي إختارتها لجنة وزارة الثقافة، ومع احترامي الشديد لما قدموه للسينما المصرية من أفلام جيدة، ولكن من الأفضل أن يذهب الدعم إلى الشباب الجدد لاكتشاف داود عبد السيد آخر ...! ومخرجين بحجم مجدي احمد علي, ورأفت الميهي, وحتى أسامة فوزي أصغرهم سناً, والذي قارب عمره على الاربعين عاما،هؤلاء مخرجين كبار حصلوا على فرصتهم في عمل أفلام كثيرة منها نجح, وبعضها فشل، وهناك مئات من الشباب الذين ينتظرون نصف فرصة للحصول على هذا الدعم, ولم يحصلوا على فرصهم، هل يحتاج داود عبد السيد إلى دعم, ومنتج فيلمه هو رجل الأعمال نجيب ساويرس،هذا سؤال لا يجيب عنه إلاّ السادة الأفاضل أعضاء لجنة اختيار الأفلام الروائية, وهم على أبو شادي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة, والناقد رؤوف توفيق, والناقد سمير فريد, والناقد كمال رمزي, ويحيى عزمي، والغريب حتى أن اللجنة لم تضمن أياً من شباب السينمائيين, وبلغ عمر أقل واحد من أعضاء اللجنة خمسة وخمسين عاماً، فكيف يختارون أفلاما للشباب، وكان من المفترض أن يترك المخرجون الكبار
هذه الفرصة لشباب معهد السينما, والشباب المستقلين, حتى لا يضعوا أنفسهم في مقارنة ظالمة معهم، وكان من باب أولى, بدلاً من اختيار سيناريو لرأفت الميهي للدعم،أن تختار اللجنة سيناريو لأحد طلبة رأفت الميهي في أكاديمية الميهي التي يتخرج منها مخرجون سيكون لهم دورا فى المستقبل، وفى الوقت الذي اعلنت فيه وزارة الثقافة أنها ستنتج فيلم (المسافر) لخالد النبوي إنتاجا مباشراً من الوزارة, وبقرار خاص من الوزير, وتبلغ ميزانيته تسعة ملايين جنيه، وتم اقتطاع ثلاثة ملايين جنيه من الدعم لصالح فيلم (المسافر) دون أن يمر الفيلم على اللجنة, وتحصل بقية الأفلام على نفس الفرص، وحتى لو مر الفيلم على اللجنة, فإن قرارها تم اتخاذه مسبقا من تأثير قرار الانتاج المباشر لوزير الثقافة، حتى المخرجين الكبار اللذين حصلوا على الدعم لا يسلمون من بيروقراطية الوزارة في صرف أموال الدعم، وبعض المخرجين حصلوا على الدعم, ولا يجدون جهات إنتاج لاستكمال الفيلم، وفى الوقت الذي نصت فيه لائحة الدعم على إعطاء الثلاثة ملايين جنيه لكل فيلم دون أي مقابل, والشرط الوحيد هو عدم بيع النيجاتيف بأي حال من الأحوال دون الرجوع الى وزارة الثقافة، نجد أن اللائحة اشترطت على مخرجي الأفلام القصيرة, والمستقلة أن تحصل الوزارة على نسبة 75% من إيرادات الفيلم, ويحصل المخرج, وباقي فريق عمل الفيلم على 25 % فقط، وتقدم شباب الدعم بمذكرة إلى فاروق حسنى وزير الثقافة نصت على :
ننتهز الفرصة, ونشكر سيادتكم على تحمسكم لدعم السينمائيين الشباب في مصر, وتخصيص سيادتكم جزء من مبلغ دعم الدولة لأفلام الديجيتال،هذا وكنا قد وقعنا على عقود دعم الأفلام مع السيد أمين عام المجلس الأعلى للثقافة, وفوجئنا بوجود بعض البنود في العقود التي وقعناها تمثل معوقات كبيرة في تنفيذ تلك الأفلام, والتي يتعارض بعضها مع اللائحة المنظمة لدعم الديجيتال التي اقررتموها سيادتكم في قرار وزاري خاص, وكانت البنود المعوقة هي أن يكون المخرج الذي حصل على الدعم مسئول على كافة التصاريح الرقابية, ودفع تكاليف النقابات الفنية, أو أي إجراء مع أي جهاز حكومي, أو خاص، ونطلب من سيادتكم أن تتعامل أفلام الديجيتال معاملة الأفلام التي تنتجها وزارة الثقافة, وأن تخاطب الوزارة, والجهات المعنية للحصول على التقارير الرقابية, ووزارة الداخلية للحصول على تصاريح التصوير, وكذا النقابات الفنية بخصوص الرسم النسبي لتلك النقابات، ورغم القرار الوزاري بأن يتسلم المخرج الدعم المالي على دفعات لا يتم صرف أيا منها إلا بموفقة المنتج الفني المنتدب من اللجنة التنفيذية لمشروع الديجيتال، لكننا فوجئنا بمندوب مالي من وزارة الثقافة مسؤول عن صرف المبالغ المالية, مما قد يعطل عملية الإنتاج من الناحية البيروقراطية,أو الإنتاجية لذا نطلب من سيادتكم أياً من الأمرين, سواء أن المخرج مسؤول عن استلام المبالغ المالية, وأن يقوم بتسليم مستندات صرف الدفعة الأولى قبل أن يستلم دفعة جديدة, أو تختصر حدود المندوب المالي من الوزارة على الدعم بناء على تعليمات المخرج, وبدون تدخله في فنيات, وبنود الصرف, بما أن صرف المبالغ سيتم تبعاً للميزانية الموضوعة, والمقررة من اللجنة الموضوعة للافلام الديجيتال،ونص القرار الوزاري أن يسمح بالتصوير بالمجان فى الاماكن التابعة لوزارة الثقافة للافلام الديجيتال, لذا نرجو من سيادتكم أن يعود هذا البند إلى العقود للاستفادة به في تنفيذ الافلام.
ووقع على المذكرة ثماني مخرجين, ومخرجات ممن وقع عليهم الاختيار في دعم أفلام الديجيتال،ومن الملاحظ هنا أن الشباب تم اختيارهم فقط للافلام الديجيتال, وكأنه ليس من حقهم عمل أفلام سينمائية روائية طويلة،وفى الوقت الذي تعقدت فيه عقود المخرجين الشباب،وأضيف إليها الكثير من الاجراءات البيروقراطية،نجد أن شكوى تقدم بها أحد العاملين بالمركز القومي للسينما إلى مدير عام الرقابة الإدارية, ولدينا نص الشكوى التي اتهمت المركز بشبهة اختلاس من وراء فيلم (المسافر) على مستوى بعض المسئولين بوزارة الثقافة،حيث يتم تخصيص مبلغ تسعة ملايين جنيه من صندوق التنمية الثقافية لإنتاج الفيلم لشركة "هاما" على أن تحول المبالغ للمركز القومي للسينما, ثم يقوم المركز بضخها إلى الشركة بأيّأسلوب, ويتحول العاملين بالمركز إلى موقعين فقط على الورق, مع العلم أن التعليمات العليا تأمر بتسليم الشيكات مفتوحة لمدير الإنتاج السيد (جلال عيد) ليقوم بتسليمها للشركة،علماً بأن هذا العمل لا يتكلف اكثر من خمسة ملايين جنيه, وكيف يتم إيجار مكتب بمبلغ 75 ألف جنيه لتنفيذ الفيلم, وإعطاء مدير الشركة 150 ألف جنيه كمنتج فني في الفيلم،وأرفقت بالشكوى عدة مستندات منها إعطاء شركة صفقة توريد أخشاب للفيلم لبناء ديكور السفينة من خلال مناقصة،والموافقة على زيادة الأخشاب من خلال الأمر المباشر دون عمل مناقصة, وتصل الصفقة الثانية إلى 100 ألف جنيه،ونصت الشكوى أن الفيلم استنزف حتى الآن خمسة ملايين جنيه في 12 اسبوع،وان صحت وقائع الشكوى, فإن وزارة الثقافة هنا تتعامل بانفصام في الشخصية،تطلب من شباب المخرجين عمل إجراءات بيروقراطية تبعدهم عن الإبداع, وفى نفس الوقت تنتج فيلم (المسافر) بعيدا عن طلباتها البيروقراطية.
والغريب أيضا أن اللجنة التي اعتمدت الأفلام القصيرة, والطويلة الديجيتال, تدخلت في سيناريوهات بعض الأفلام, وطلبت تعديلها, وطلبت تغيير نهاية الأفلام, وكأن اللجنة تحولت أيضا إلى جهة رقابية،وتفاوضت مع الشباب في الأسعار لدرجة أن الناقد رفيق الصبان قال لأحد الشباب،لأول مرة اشعر أننا بنفاصل في القوطة, والخيار .....!
ووضعت أيضاً اللجنة قيدا غريبا على المخرجين بالالتزام حرفيا بتنفيذ السيناريوهات المقدمة،وهذا يعتبر قيد جديد يفرض على المخرج،لأنه من حقه أن يغير بعض الأشياء داخل السيناريو لو تراءى له ذلك،ولما اعترض المخرجون أضافوا جملة (بما لا يخل بالروح العامة للفيلم)، الآن وزارة الثقافة تريد أن يلتزم المخرجون بتسديد الرسوم للنقابات المهنية, وهى تعلم تماما أن بعض المخرجين ليسوا مقيدين بالنقابات المهنية،وستطلب منهم مبالغ طائلة قد تصل إلى أرقام ميزانية الفيلم،وفى الوقت الذي تمنح فيه وزارة الثقافة الملايين لداود عبد السيد, ورأفت الميهي دون مقابل،تطلب من شباب المخرجين التي منحتهم الآلاف فقط ب 75 % من إيراد الأفلام.
إن وزارة الثقافة من المفترض أن تكون الداعم الرئيسي للشباب, وتخلق جيلا جديدا من شباب السينما يدين بالفضل, والولاء للدولة،وهذا أهم من دعم المحاربين القدامى اللذين يحصلون على فرص أخرى من الدعم الأوروبي, ويحكمون في كل مهرجانات العالم, وحصلوا على فرصهم في السينما, وأمتعونا بأفلامهم, وتعلمنا منها الكثير .
أحمد فايق ـ القاهرة
faieek80@yahoo.com


أحمد عاطف يكتب- كيف يتحول المهرجان القومي إلي نموذج الأوسكار الأمريكي؟

أثار وزير الثقافة في حواره المهم مع رئيس صفحة السينما بالأهرام الأسبوع الماضي عددا من القضايا والأخبار المهمة التي تستحق أن تطرح للدراسة والتحليل علي الرأي العام‏..‏ وعلي رأسها قضية تحويل المهرجان القومي للسينما المصرية إلي ليلة واحدة يتم فيها توزيع الجوائز وعمل التكريمات‏.‏

وبرغم أن رأي الوزير له من يعارضه داخل وزارة الثقافة نفسها باعتبار أن المهرجان القومي له أنشطة قد يراها البعض مفيدة وتتلخص في إعادة عرض الأفلام التجارية التي عرضت من قبل أو إقامة ندوات لتلك الأفلام وللمكرمين بالمهرجان‏..‏ فضلا عن إعادة اكتشاف تراث السينما المصرية وهو ما أعلن الوزير أنه سيبقيه في النظام الجديد للجائزة‏..‏ ولا أعرف ما حجة المعترضين علي اقتراح الوزير إذا كانت كل بلاد العالم النظام المعمول بها للجوائز السنوية للسينما هو نظام الليلة الواحدة‏..‏ وعلي رأس تلك البلاد أمريكا‏(‏ بجوائزها المسماة أوسكار‏),‏ وفرنسا‏(‏ اليزار‏),‏ وأسبانيا‏(‏ جويا‏)‏ وأيضا جوائز أكاديمية الفيلم الأوروبي

ومن واقع النظرة المتأملة للوائح تلك البلاد نجد أنها‏:‏ تمنح تلك الجوائز من خلال مؤسسات خاصة تسمي أكاديميات‏(‏ مثل أكاديمية العلوم والفنون السينمائية‏)‏ تضم أبرز العاملين في كل مهنة سينمائية وليس كل العاملين بها كالنقابات مثلا وتضم الأكاديمية الأمريكية‏3‏ آلاف عضو‏,‏ والفرنسية‏3400‏ عضو‏,‏ وأكاديمية الفيلم الأوروبي‏1700‏ عضو ويكون النشاط الأساسي لكل أكاديمية هو منح الجوائز السنوية المختلفة في مختلف الفروع الأساسية فضلا عن جوائز أفضل الأفلام الطويلة والقصيرة الروائية منها والتسجيلية فضلا عن جائزة أفضل فيلم أجنبي خارج النظام الجغرافي لبلد الجائزة‏..‏ وأغلب الأكاديميات تعطي اهتماما خاصا بالأرشيف وتراث السينما‏,‏ فضلا عن اهتمام‏(‏ قد يكون مبالغا فيه أحيانا‏)‏ بشباب السينمائيين لعمل كورسات أو إقامة مسابقات شعبية لأعمالهم وتكون طريقة اختيار اعضاء الأكاديمية بطريقتين الأولي أن يقدم كل من يرغب طلبا مشفوعا بتوصية من اثنين من الأعضاء أو ترشح الأكاديمية الأسماء مباشرة‏..‏ وتنقسم اللجان بالأكاديمية حسب كل تخصص سينمائي‏..‏ ويكون اختيار الأفلام علي مرحلتين الأولي يتم فيها إرسال قوائم بالبريد لتفاصيل الأفلام المرشحة‏,‏ وكل لجنة تختار أفضل‏5‏ مرشحين في تخصصهم‏..‏ ثم يتم إرسال اختيار الفائز النهائي بعد إرسال أفضل خمسة لأصحاب كل تخصص‏.‏ لكن إذا عرضت الأفلام بالتليفزيون أو الانترنت ـ يسقط حقها في الترشيح للجوائز‏..‏ وبعض الأكاديميات تمنح الحق للجنة من النقاد جائزة باسم جائزة النقاد‏..‏ وللأفلام القصيرة والتسجيلية والتحريك لجنة خاصة لكل منها علي غرار لجان الفروع‏..‏ وهناك بالأوسكار جوائز لأفضل ابتكار فني أو تكنولوجي تمنح لفرد أو مؤسسة‏..‏ وتمنح أحيانا جوائز لأفضل إسهام في مجال الثقافة السينمائية لكتاب تم نشره أو لنشاط ثقافي مميز‏..‏ وجوائز الإنتاج تمنح للمنتج وليس للممول إذا كانوا جهتين‏..‏ ويوجد لكل أكاديمية رئيس ولجنة شرفية من كبار شيوخ المهن السينمائية‏..‏ وأفلام الانتاج المشترك يجوز اشتراكها بشرط أن يكون الغالب في عناصر السينمائيين المحليين والأفلام التي تصل للترشيحات الخمسة تحصل علي شهادة ويحصل الفائزون علي تمثال وشهادة ومبلغ مالي أحيانا ولصياغة لائحة مصرية مستمدة من تلك الجوائز العالمية لابد من الإجابة عن بعض الأسئلة‏..‏ هل تنشأ أكاديمية مصرية خاصة بالجوائز‏..‏ وماذا يكون اسمها وكيف يتم اختيار اعضائها؟‏..‏

هل يتم التفكير في اسم كبير كعمر الشريف أو يوسف شاهين كرؤساء شرفيين كما يحدث في العالم ؟ وكيف تتم حماية الجائزة من أن يسيطر عليها موظفون غير أكفاء قد يكون اسمهم علي الجائزة موضع تخفيض لقيمتها واحجام جموع السينمائيين عنها‏.‏

أحمد عاطف يكتب- أين نحن من ســــينما العالم

يطرح مهرجان كان السينمائي الدولي ـ باعتباره لقاء القمة للسينما في العالم تساؤلات أساسية عن وضع السينما المصرية ـ وسط خريطة السينما العالمية وهل يحترم العالم مانصنعه من أفلام؟ وهل السينما المصرية قادرة علي المنافسة بقوة؟وأسئلة كثيرة أخري‏:‏

الغياب شبه الكامل لأفلامنا عن مهرجان كان والمهرجانات الكبري الأخري‏,‏ باستثناء أفلام يوسف شاهين‏,‏ وبعض الحالات المتناثرة‏..‏ والتساؤل المتجدد لمديري المهرجانات عن سبب ذلك يكشف ان اغلبهم لايعرف ولايصدق أن بمصر سينما جيدة ومتجددة‏..‏ رغم ان هناك مخرجين شبابا مثل هالة خليل وهاني خليفة ومروان حامد ومحمد أمين وسعد هنداوي ومحمد ياسين وغيرهم يقدمون سينما واعية ذات أسلوب تعبيري متجدد واهتمام واضح بقضايا المجتمع‏,‏ هذا ناهيك عن الأسماء الكبري من الأجيال السابقة مثل الأساتذة داوود عبدالسيد ومحمد خان وأسامة فوزي وغيرهم‏..‏ لكن الدولة من جهة وهؤلاء السينمائيون من جهة أخري مقصرون في تقديم أنفسهم وسينماهم للعالم في حين أن دولا كثيرة مثل لبنان والمغرب السينما مستواها فيها أقل موهبة ووعيا من سينمانا جميعهم يحتلون أمام العالم مكانة أكبر وعندما نري في الدورة الأخيرة من مهرجان كان‏11‏ فيلما لبنانيا ـ فالفضل يرجع لفنون الترويج والدعاية واهتمام المؤسسات السينمائية في لبنان ـ فمهرجان كان أو غيره لن يجري وراءنا‏.‏ يكن نحن الذين لابد أن نتحرك‏..‏ لهذا من المحزن أن يكون لأغلب الدول صغرت أم كبرت ـ من نيجيريا للبوسنة لتونس ـ أجنحة كبيرة علي الريفييرا في سوق المهرجان وتغيب مصر حتي عندما كانت وزارة الثقافة تشترك بجناح في سوق الفيلم‏..‏ كان مكانه في أبعد ركن عن الحاضرين‏..‏ ولم تكن له أنشطة تذكر ـ وعندما نري دولة مثل شيلي تجمع منتجيها وتروج لهم في المهرجان ـ ومصر لايشترك منها سوي شركتين فقط في سوق المهرجان‏..‏ فهذا يدعو إلي الأسي وعندما تتجاهل وزارة الثقافة وغرفة صناعة ونقابة السينمائين وكل كبار الموزعين والمنتجين مهرجان كان‏..‏ فلابد أن ذلك نذير خطر‏,‏ ونذير اقتصادي سيئ ـ فالأفلام أصبحت تصنع في العالم الآن للتوزيع في السوق العالمية ففيلم نادين لبكي كراميل تم شراء حقوقه في أمريكا فقط بما يقرب من مليون دولار والفيلم الفائز بالسعفة الذهبية للمخرج الروماني كريستيان مانجوي تم شراء حقوقه في أغلب بلاد العالم بملايين الدولارات رغم ان تكلفته لم تتعد المائة وخمسين ألف دولار وفيلم الرسوم المتحركة بلاد فارس الإيرانية مارجان ساترابي شاركت في إنتاجه شركة سوني الأمريكية رغم انه فيلم رسوم متحركة وأول اخراج لمخرجه وهو عن الحياة في إيران‏.‏

لقد قال لي جيفوي جيلمور رئيس مهرجان صاندانس إن الشركات الكبري في أمريكا الآن اصبحت تبحث عن المواهب في كل بقاع العالم بغض النظر عن الجنسية واللغة الناطق بها الفيلم ـ المهم الفيلم المتميز والصنعة الرائعة‏..‏ وأبلغ مثال هواتفاق شركة يونيفرسال مع ثلاثة مخرجين مكسيكيين هم أليخاندرو جونزاليس إيناريتو وألفو ستوكوارون وجييرموديل تورو علي منحه‏100‏ مليون دولار لإنتاج أفلام علي ذوقهم‏,‏ وكما يتراءي لهم سواء ناطقة بالإسبانية‏(‏ لغة المكسيك‏)‏ أو بالإنجليزية وهو اشبه بجرين كارد مفتوح للموهبة‏..‏ صحيح أننا‏(‏ نحن والهند‏)‏ البلد الوحيد في العالم الذي تسيطرفيه السينما المحلية علي الايرادات أكثر من الأفلام الأمريكية‏..‏ وصحيح أن مايحقق أغلب تلك الإيرادات هي الأفلام التجارية لكن اذا لم نلحق بالسوق العالمية ونصنع أفلاما فنية‏.‏ قادرة علي الصمود والبيع في السوق العالمية‏,‏ سيجئ وقت بالتأكيد وسيضجر الجمهور من تلك السينما التجارية ولن نفيق إلا والأفلام الأمريكية قد احتلت ذوق الجمهور والإيرادات وقتها سنندم كثيرا أننا لم نصنع أفلاما أخري مختلفة عن الذوق السائد‏..‏ وأننا لم نروج لمواهب متميزة في سينمانا قادرة علي أن تشرف اسم السينما المصرية في كل مكان