Wednesday, October 17, 2007

اتهام وثائقي مصري في "مهرجان أبوظبي السينمائي" بالترويج للتطبيع

الثلاثاء 04 شوال 1428هـ - 16 أكتوبر2007م

يروي رحلة عائلة مخرجته إلى أقربائها بإسرائيل
اتهام وثائقي مصري في "مهرجان أبوظبي السينمائي" بالترويج للتطبيع


مشهد من الوثائقي

ابوظبي- أ ف ب

أثار عرض الفيلم الوثائقي "سلطة بلدي" في مهرجان الشرق الأوسط الدولي الأول بأبو ظبي جدلا بين الصحافيين، وذهب البعض إلى حد اتهام المخرجة بالترويج للتطبيع مع إسرائيل وعدم إظهار معاناة الفلسطينيين، خاصة وأنه يروي رحلة عائلة مصرية للمصالحة مع الجذور، تقودها إلى إسرائيل، حيث تلتقي أقارب والدتها اليهودية الأصل، بعد أكثر من 50 عاماً من المقاطعة.

ويصوّر الوثائقي، وهو إنتاج مصري فرنسي سويسري، تفاصيل حقيقية من يوميات عائلة مخرجته نادية كامل, لا سيما والديها الكاتبين سعد وليلى كامل التي اعتنقت الإسلام بعد زواجها. تقرر العائلة في خضم الاصطفاف الديني الحاد في مصر الحديثة, ان تعرّف الحفيد الصغير نبيل على تنوع أصول العائلة بعد قرن من الزيجات المختلطة, وهو الذي تجري في عروقه دماء مصرية وفلسطينية وإيطالية ولبنانية وقوقازية. تبدا رحلة العائلة مع نبيل بزيارة الى ايطاليا حيث اقارب الجدة ليلى, واسمها الاصلي ماري روزنتال, الذين غادروا مصر في الحقبة الناصرية وما زالوا يعيشون حسرة مغادرة البلد "الذي كان يعيش فيه المصريون والفرنسيون والايطاليون واليونانيون في انفتاح ورخاء" ورحلوا بعد ان بات ينظر اليهم "كمخلفات للاستعمار الفرنسي الانكليزي" على حد تعبيرهم. إلا أن العائلة اصطدمت بعد العودة من إيطاليا بجرح مخفي في قلب ماري (ليلى)، يعود الى المقاطعة المنهجية التي اتبعتها ازاء القسم الاكبر من عائلتها اليهودية التي هاجرت الى اسرائيل, وذلك بسبب التزام العائلة سياسيا بالقضية الفلسطينية. في تلك اللحظة يبدأ مخاض عائلي لاتخاذ قرار صعب بزيارة اسرائيل بحثا عن نصف قرن ضائع من العلاقات العائلية. وقالت المخرجة "عندما بدأت الفيلم, لم يكن عندي فكرة اننا سنصل الى اسرائيل, لكنني فوجئت بقسوة القطع عند أمي". وأضافت المخرجة، التي صورت بنفسها الفيلم في كل مراحله "عندما بدات أمي تتكلم في الموضوع, بدا شديد القسوة, لكن عندما انطلقنا لم يعد باستطاعتنا التراجع". وبعد اتخاذ قرار باجتياز جدار المقاطعة والموقف السياسي, تتفق العائلة على عدم اصطحاب نبيل "لأن القرار كبير وخطير" ولا يمكن وسمه فيه أمام المجتمع من خلال الفيلم. وفي تل أبيب, تدور سلسلة من اللقاءات الحميمة والقوية عاطفيا, بالرغم من الانقطاع الذي استمر أكثر من نصف قرن, مع عدد من الانسباء الذين ما زالوا يحملون حنينا لمصر ولجيرانهم واللغة العربية وأم كلثوم. ويعيش المشاهد لحظات اللقاء الاول بين العائلات بشكل مباشر وحقيقي. ولا يتم التطرق الى السياسة خلال اللقاءات, ولو ان العائلات اليهودية التي ظهرت في الفيلم تبدو منخرطة تماما في المجتمع الاسرائيلي مع صور لأبناء وأحفاد بثياب الجيش الاسرائيلي معلقة على الجدران. أما اللقاء الاقوى عاطفيا كان مع سارين نسيبة ماري (ليلى) التي اجشهت بالبكاء عند استقبال قريبتها، وكذلك عند توديعها قائلة لها "أرجو الا يكون هذا آخر لقاء بيننا, فلنبق على اتصال". ألا أن سارين توفيت بعد عودة العائلة إلى مصر بحسب نادية كامل. كان الوالد سعد حاضرا في كل هذه اللقاءات, وبعد ان كان قليل الكلام في مرحلة أولى, بدا بعد ذلك متصالحا مع قرار زيارة إسرائيل, وهو الذي رفض أن تذهب زوجته وحدها "لأن ذلك غلط ويعني أننا مختلفون, بينما نحن متفقون على كل شيء". كما تتمكن العائلة من زيارة رام الله وتظهر المخرجة من دون تعليق صور المعابر الاسرائيلية، ولا وصور الجدار الفاصل الذي بنته اسرائيل في الضفة الغربية. الا أنها لم تتمكن من زيارة غزة لتعذر حصولها على إذن. وردت نادية كامل على الذين انتقدوها واتهموها بالترويج للتطبيع بالقول "أنا لا أستطيع أن أتغاضى عن انسانيتي لدى تناول المواضيع السياسية. انا مسؤولة عن انسانيتي". وأشارت إلى أن الذين التقهم في اسرائيل "تحدثوا عن واقعهم اليوم وعبر ذلك كانوا يتكلمون عن الماضي. كان هناك الكثير من الحسرة في كلامهم, ولا يمكن الا يكون هناك في ما قالوه شيء من الندم" مشددة على ان الفيلم يظهر "زيارات عائلية 100% وليست سياسية". وأضافت: "شعرت أن أصولي كثيرة وجميلة, مثل السلطة المصنوعة في المنزل والتي منها جاء اسم الفيلم (سلطة بلدي)". وتابعت "لقد اصبحت اسرائيل على مر السنين "تابو"، وكل الجهد الذي بذلته هو لكي اتكلم في موضوع صعب وحساس واتناوله مباشرة وليس بالتلميح وكل ما ارجوه هو ألا يقابل الفيلم بالتشكيك بل يساهم في فتح حوار". وخلصت إلى القول "ما أردته هو مقاومة الخوف من إسرائيل, والوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني".



جميع الحقوق محفوظة لقناة العربية © 2006