وأعلن ائتلاف "الكراهية تضر أمريكا"، في بيان حصلت وكالة "أمريكا إن أرابيك" على نسخة منه أن شركة "وول مارت" المتخصصة في تجارة التجزئة، وشركة "إيه تي آند تي" المتخصصة في خدمات الإنترنت والتلغراف، أعلنتا وقف إعلاناتهما على برنامج "سافيدج نيشن".
وقال الائتلاف في بيانه: "نحن سعداء اليوم بإعلان أن وول مارت وإيه تي آند تي قد انضمتا إلى قائمة متزايدة من الشركات التي ترفض رعاية خطاب الكراهية الذي يقدمه سافيدج".
مقاطعة مهمة
ويمثل هذا التحرك من قِبل شركتي "وول مارت" و"إيه تي آند تي" أهمية خاصة، حيث إن شركة "وول مارت" تعد أكبر شركة في العالم، كما أنها أكبر مؤسسة تضم عددًا من العمال بالولايات المتحدة؛ إذ يعمل بها 1.3 مليون عامل أمريكي، وتمتلك حوالي 4 آلاف متجر حول العالم.وشركة "إيه تي آند تي" هي أكبر شركة تقوم بتوفير خدمات الهاتف واللاسلكي وخدمات الإنترنت والـ "دي إس إل" بالولايات المتحدة.
وجاء في خطاب بعث به مسئول في شركة "إيه تي آند تي" إلى ائتلاف الكراهية تضر أمريكا: "إن شركة إيه تي آند تي لم تدعم على الإطلاق بشكل مباشر هذا البرنامج من خلال الإعلانات أو الرعاية".
وأضاف الخطاب: "ربما تكون بعض محطات الراديو قد أدرجت إعلانات إيه تي آند تي محليا خلال بث برنامج مايكل سافيدج، ونحن نتواصل مع المحطات الإذاعية بشكل فردي من أجل تعزيز سياستنا لضمان عدم حدوث هذا الأمر".
وبهذه الخطوة تنضم الشركتان العملاقتان إلى قائمة متزايدة من الشركات الأمريكية الرافضة لإذاعة إعلاناتها على برنامج سافيدج نيشن، بعد تصريحاته التي وجه فيها إهانات للإسلام والقرآن الكريم بشكل غير مسبوق، وذلك في 29 أكتوبر الماضي.
يُشار إلى أن ائتلاف "الكراهية تضر أمريكا" يضم أكثر من 10 منظمات دينية وأهلية، ومن بينها مجلس كاليفورنيا للكنائس، وكنيسة لونج بيتش الأولى، ويهود لوس أنجلوس من أجل السلام، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير".
وفي مؤتمر صحفي انعقد الثلاثاء 27-11-2007 في سان فرانسيسكو طالبت المنظمات الأعضاء في الائتلاف الشركات المعلنة بالتوقف عن بث إعلاناتها على برنامج سافيدج، كما دعا الائتلاف المنظمات الدينية الأخرى إلى الانضمام إلى الحملة ضد خطاب الكراهية في البرامج الإذاعية.
كما أشار البيان إلى العديد من الشركات الأمريكية الكبرى التي سبق لها القيام بهذه الخطوة، ومن بينها شركات أوتو زون، لقطع غيار ومستلزمات السيارات، وسيتريكس، وترستد آي دي، وجس بيني، وأوفيس ماكس، وجميعها شركات رائدة في مجالاتها.
التصريح الأزمة
وكان المذيع الأمريكي الرائج مايكل سافيدج، واسمه الحقيقي مايكل ألان وينير، الذي تذاع برامجه على أكثر من 350 محطة إذاعة أمريكية يتابعها ملايين الأمريكيين أسبوعيًّا، قد شن يوم 29 أكتوبر هجومًا فجًّا على الإسلام، وسب المسلمين صراحة بأسلوب غير مسبوق في تاريخ الإعلام الأمريكي بعد أن طالبهم "بوضع دينهم في مؤخراتهم"، كما طالب بترحيل المسلمين من أمريكا.وقال سافيدج في نص كلماته الشهر الماضي: "إنني لن أضع زوجتي في حجاب، ولن أضع ابنتي في البرقع (النقاب)، ولن أهبط على أربع وأصلي إلى مكة. ويمكنكم أن تموتوا إن لم يكن هذا يعجبكم. يمكنك أن تضع كل هذا في أنبوبة شرجك. لا أريد أن أسمع بعد الآن عن الإسلام. لا أريد أن أسمع كلمة واحدة عن الإسلام. خذوا دينكم وضعوه في مؤخراتكم. لقد سئمت منكم".
وبرغم تعرض المسلمين في أمريكا للكثير من السب والانتقاد، فإن هذه العبارات تُعدّ غير مسبوقة من حيث تدني مستواها وإذاعتها على مسامع الأطفال والصغار والملايين من الأمريكيين وبثها على برنامج رائج ومن قبل مذيع مشهور.
وانتقد سافيدج الحكومة الأمريكية لسماحها بدخول المسلمين إلى أمريكا قائلاً: "أي أمة عاقلة تعبد الدستور الأمريكي، وهو أعظم وثيقة للحرية كتبت على الإطلاق، تجلب أناسًا يعبدون كتابًا يأمرهم بالعكس تمامًا. لا تخطئوا في هذا الشأن، إن القرآن ليس وثيقة للحرية، إنه وثيقة للعبودية والرق، إنه يعلمك أنك عبد".
وقام عدد من المستمعين من المسلمين ومن غير المسلمين بإبلاغ المنظمات الحقوقية والإسلامية المستقلة، والتي سارعت بمناشدة المستمعين الضغط على الشركات ورجال الأعمال المعلنين على برنامجه، ومطالبتهم بمنع الإعلانات؛ احتجاجًا على تصريحاته الفظة غير المسبوقة التي تأتي ضمن تصاعد نبرة العداء للإسلام والعرب في الولايات المتحدة.
وتقدر منظمة "ميديا ماترز" الأمريكية المعنية بمراقبة شئون الإعلام عدد مستمعي سافيدج بحوالي 8 ملايين شخص أسبوعيًّا.
No comments:
Post a Comment